(الإرهـــاب نموذجــــــــا)
مقدم من:أ.زينب ابوزيد ابوبكر-- ليبيا
مقــــدمة
تمثل الخدمة الاجتماعية الجهود والخدمات الانسانية التى تقدم بطرق علمية
منظمة ومعروفة يمارسها اخصائيون اجتماعيون تم اعدادهم اعدادا علميا لتقديم
الخدمات العلاجية والوقائية والإنمائية بما تساعد على مقابلة احتياجات
الإنسان كفرد اولا وعضوا فى الجماعة او المجتمع ثانيا من خلال المؤسسات
الاجتماعية التى تمارس من خلالها مهمة الخدمات الاجتماعية.
فالشباب مرحلة من مراحل العمر تمر بالانسان وتتميز بالحيوية وهى طاقة
متجددة تضفي على المجتمع طابعا مميزا وترتبط بالقدرة على التعلم والمرونة
فى العلاقات الانسانية وتحمل المسئولية والشباب طاقة قومية بماتحوية من
قدرات وافكار وانفعالات منطلقة وتعتبر هده القدرات الاجتماعية خلاصة
المهارات والخبرات التى يكتسبها ويتشبع بها من خلال تجاربه وعلاقاته
بالمجتمع وبالتالي تعتبر هذه الطاقة الانسانية فى الشباب خلاصة مجموعة
القدرات الجسمية والعقلية والنفسية التى يولد بها الطفل وتحتاج إلى صقل
وتهديب بما تتماشى مع متطلبات المجتمع.
فالشباب هم المستقبل وأمل الامة , وعلى اكتافه تلقى التبعات المستقبل
والدولة حيت ترعى الشباب وتوفر له الامكانيات للاعداد السليم ومقوماته وتهي
له اساليب الحياة الكريمة .
وخاصة نحن نعيش مجتمع اجتاحته تيارات التغير السريعة والانفتاح على العالم
الخارجي والغزو الثقافي ففى ظل هده التغيرات والتحولا ت والتحديات المعاصرة
شهدت المجتمعات العربية العديد من الظراهر المرضية والتى تشير الى وجود
ازمة يعانيها هذا المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص وتتجسد مظاهر هذه
الازمة بداية بمظاهر اللامبالاة والاهمال وينتهي بالتطرف والاغتيالات
السياسية ومظاهر العنف المختلفة والارهاب, وفى ظل هذه المشكلات والامراض
الاجتماعية دفعت للوقوف على طبيعةواسباب انتشار مثل هذه الظواهر وخاصة
ظاهرة الارهاب لانها تهدد ا أمن واستقرار المجتمع , حيث ان وعي الشباب
بالاهداف التى يسعى اليها القائمين بالارهاب يعكس بعدين اساسين هما ( بعد
سياسي- بعد اقتصادي)
وهذان البعدان يتسقان مع اسباب وطرق حل الظاهرة ,وبالتالي يكون للخدمة
الاجتماعية دورا فعالات فى تنمية الشعور بالمسئولية لدى الشباب اتجاه
المجتمع والوطن والتصدي للمشكلات الاجتماعية المختلفة , فمكاتب الخدمة
الاجتماعية ليس هدفها الاقتصار على رعاية الشباب وتبصيرهم باحتياجاتهم فحسب
وانما ضرورة توجيه هذه الاحتياجات للطريق المناسب لقدراتهم وميولهم , فهى
ضرورة ان تعتمد على التوجيه والارشاد والاقناع كوسيلة يتفهم بها الشباب
الطريق الدي يناسب امكانياتهم وتحقيق رغباتهم.عليه يكون للخدمة الاجتماعية
دورا فعالا فى نجاح اهدافها للتخلص من المشكلات الاجتماعية والسياسية
المختلفة وخاصة مشكلة الارهاب والعنف والتطرف , وهذا مانحاول توضيحه فى
مثنى البحث .
عليه نحاول فى هذا البحث التطرق الى الابعاد التالية:
اولا:مفهوم الخدمة الاجتماعية
ثانيا: الخدمة الاجتماعية ورعاية الشباب
ثالثا: الاتجاهات النظرية المعاصرة فى دراسة الارهاب
مفهوم الارهاب وانماطه
الارهاب وعلاقته بالمفاهيم الاخرى
- الدوافع النفسية والاجتماعية المسببة للارهاب
اتجاهات الشباب نحو الارهاب
- دور العمليات الاجتماعية فى ضبط السلوك الارهابي
رابعا:دور الخدمة الاجتماعية فى مواجهه مشكلات االارهاب لدى الشباب
خامسا: التوجهات المستقبلية لتعزيز الدور الامنى للخدمة الاجتماعية فى حل المشكلات الاجتماعية المعاصرة( الارهاب ) عند الشباب.
الخاتمــــــة
المصــــادر
التوصـــيات
مفهوم الخدمة الاجتماعية:-
تعددت مفاهيم الخدمة الاجتماعية حيث تمثل الخدمة الجتماعية الجهود والخدمات
الانسانية التى تقدم بطرق علمية معروفة وتمارسها اخصائيون اجتماعيون تم
اعدادهم اعداد مناسبا لتقديم الخدمات الاجتماعيه العلاجية والوقائية
والانمائية .
فقد عرف براي الخدمة الاجتماعية :
انها تلك الجهود المنظمة التى تخصص وتستخدم لمساعدة الافراد والجماعات
ليحصلوا على اشباع كامل لحاجاتهم عن طريق مؤسسات اجتماعية تيسر هذه
العمليات فى حدود مجتمع مستقر"1"
ومن خلال التعريف السابق نلاحظ قد تعددت ادورا الخدمة الاجتماعية فى
المجتمع حيث يمكننا تصنيف ادوار الخدمة الاجتماعية من خلال الاتي:
بالنسبة للفرد:-
تتطلب دراسة الفرد وحاجياته وقدراته وكيفية معاملته مع بيئة والصعوبات التي
تقابله في مجتمع الذي يعيش فيه والوسائل والطرق التي تساعده على التغلب
على هذه الصعوبات ويتطلب رعاية كل فرد أمور ثلاث هي:-
دراسة الحالة تشخيص العلة وعلاجها، وهي عمليات متداخلة يتعذر الفصل بينها عند التطبيق ولدراسة الفرد يجب الالمام بالنواحي التالية:-
تفاصيل هامة عن شخصيته تشمل طفولته وصحته وميوله وهواياته والمشاكل والتجارب التي مر بها في حياته.
بيئة الفرد وعلاقته بأفراد الاسرة وبالافراد والجماعات التي يتصل بها في الدراسة أو في أوقات فراغه.
البيئة الاجتماعية الشاملة وما يسودها من قيم وعادات وعرف وتقاليد.
بالنسبة للجماعة:-
الانسان اجتماعي بطبيعته ولا يمكن أن يعيش منفرداً، وتدفعه ظروف الحياة إلى
التعاون مع غيره من الافراد، وهذا التعاون يبني روابط قوية بين افراد كل
جماعة وهذا يساعد على قيام الجماعات وتدعيم العلاقات بين الافراد والجامعات
بما يتمشي مع رغباتهم وقدراتهم في إطار أهداف المجتمع.
والعمل مع الجماعة يستند إلى فلسفة تقوم على الأسس التالية:-
الايمان بقيمة الفرد وقدرته، وحريته في حدود مصلحة الجماعة.
نموالفرد ومساعدته في كل مراحل حياته يتطلب أن يشترك في حياة ونشاط جماعته،
وعن طريق مساهمته في حياة الجامعة ونشاطها يمكن تغيير اتجاهه وتدريبه على
ممارسة حياة الجماعة.
العمل مع الجماعة جزء من العملية التربوية والتي تؤثر في الافراد لحفظ التراث الحضاري.
لذلك يجب الاهتمام عند العمل مع الجماعة ورعايتها يتوافر شروط أهمها:-
أن نبني العلاقات الاجتماعية بين أفراد الجماعة على أسس اخلاقية تهدف إلى تدعيم االمجتمع.
يجب أن يهدف النشاط إلى تحقيق نمو الفرد وتقدم الجماعة، فنمو الفرد يساعد
على تقدم الجماعة، وتقدم الجماعة يساعد على نموالفرد يساعد على تقدم
الجماعة، وتقدم الجماعة يساعد على النمو الفرد نمواً متزناً.
بالنسبة للمجتمع:-
نعني بذلك كل جهد لمعاونة الجماعات للوصول إلى وحدة الهدف والعمل، وتنسيق
الجهود في إطار خطة موحدة والعمل على تحقيق الاهداف المشتركة، بحيث تسهم كل
جماعة بدور يتناسب مع تخصصها وإمكانتها في تحقيق هذه الاهداف.
ويمكن أن نلخص الفلسفة التي نبني عليها تنظيم المجتمع في انها فلسفة تخمن
بالتطور والتقدم وأن قوة الاستمرار من خصائص المجتمع الانساني، وأن التعاون
بين الناس وسيلة للتقدم والاستمرار من خصائص المجتمع الانساني، وأن
التعاون بين الناس وسيلة للتقدم والاستمرار، وان شعور الناس بانقص في
بيئتهم ومجتمعهم ووعيهم بأسباب هذه النقص بدفعهم لتنظيم جهودهم للتغلب على
هذا النقص وبذلك النشاط الذي يساعد على تقدم المجتمع.
والطرق والوسائل التي تستخدم أهمها:-
تشكيل اللجان المختصة لدراسة مشاكل المجتمع دراسة علمية عميقة لاقتراح وسائل العلاج المناسبة.
إعداد مؤتمرات لمناقشة هذه المشاكل لأتاحة الفرصة الاشتراك اكبر عدد من الاخصائين لرسم الخطة والبرنامج المناسب لكل مشكلة.
إجراء البحوث العلمية والدراسات الاجتماعية الميدانية لوضع خطة عمل سليمة.
استخدام مختلف الوسائل الاعلام لخلق الوعي بين المواطنين ليتعرفوا على مشاكل مجتمعهم ليساهم كل فرد في حلها.
الاجتماعات والندوات والمناظرات.
ثانيا: الخدمة الاجتماعية ورعاية الشباب
- مفهوم الشبــاب
تختلف وجهه النظر العلمية للعلماء فى التوصل الى تعريف محدد للشباب نظرا
لاختلاف وجهات النظر الايدولوجية بين الباحثين عليه:لا يوجد تعريف محدد
للشباب، وهناك صعوبة في إيجاد تحديد واضح لهذا المفهوم، وعدم الاتفاق على
تعريف موحد شامل، يعود لأسباب كثيرة أهمها اختلاف الأهداف المنشودة من وضع
التعريف وتباين المفاهيم، والأفكار العامة التي يقوم عليها التحليل
السيكولوجي والاجتماعي الذي يخدم تلك الأهداف.
لذلك فان مفهوم الشباب يتسع للعديد من الاتجاهات التالية:
*الاتجاه البيولوجي: وهذا الاتجاه يقوم اساس على الحتمية البيولوجية
باعتبارها مرحلة عمريه أو طور من أطوار نمو الإنسان، الذي فيه يكتمل نضجه
العضوي، وكذلك نضجه العقلي والنفسي والذي يبدأ من سن15-25، وهناك من يحددها
من 13-30.
*الاتجاه السيكولوجي: يرى هذا الاتجاه أن الشباب حالة عمريه تخضع لنمو
بيولوجي من جهة ولثقافة المجتمع من جهة أخرى. بدءا من سن البلوغ وانتهاء
بدخول الفرد إلى عالم الراشدين الكبار، حيث تكون قد اكتملت عمليات التطبيع
الاجتماعي. وهذا التعريف يحاول الدمج بين الاشتراطات العمرية والثقافة
المكتسبة من المجتمع .
* الاتجاه الاجتماعي: ينظر هذا الاتجاه للشباب باعتباره حقيقة اجتماعية
وليس ظاهرة بيولوجية فقط، بمعنى أن هناك مجموعة من السمات والخصائص إذا
توافرت في فئة من السكان كانت هذه الفئة شبابا.
هذا وقد راى احمد فؤاد الشربيني ان فترة الشباب هى" تلك الفترة من النمو
والتطور الانساني التى تتسم بسمة خاصة تبرزها وتعطيها صورتها المميزة "
وتنقسم هذه الفترة فى نظرة الى اربع مراحل هى"2":
مرحل المراهقة وهى التى تمتد من 12 -15 سنة
مرحلة اليفاع وهى تمتد من 15-18 سنة
مرحلة الشباب المبكر وهى تمتد من 18-21 سنة
مرحلة الشباب البالغ وهى تمتد من 21-25 سنة
هذا وقد تطرق بعض العلماء الى تصنيف الشباب على أساس المهنة أو العمل ويمكننا توضيحه كالتالي:-
1- فئة الطلاب وتشمل هذه الفئة طلاب الثانوية، والمعاهد المتوسطة، والعليا،
وطلاب الجامعات، وهذه الفئة واسعة بحكم موقعها وامتلاكها الثقافة
والتعليم.
2 - فئة العمال وهذه الفئة تعتبر من الفئات الواسعة في المجتمع، ويمكنها أن
تلعب دورا في حال تنظيم فعلها وتأطيره من خلال النقابات والمؤسسات المهنية
3- فئة الموظفين وهي فئة غير متجانسة من حيث الاهتمامات ومستوى المعيشة ومستوى التعليم.
4 - فئة العاطلين عن العمل غالبيتهم من خريجي الجامعات والعمال، وهذه الفئة
تصنف بأنها الأسوأ من حيث الواقع المعيشي، والاستقرار النفسي وخياراتها،
واهتماماتها بسبب وضعها الاقتصادي غير المستقر.
كما عرفت فئة الشباب " بأنها فتره العمر التي تتميز بالقابلية للنمو يمر
فيها الإنسان بمراحل حيوية تتميز بالقابلية للنمو الذهني ، والنفسي
والاجتماعي والبدني والعاطفي " (3)
هذا ويختلف مفهوم الشباب من المنظور الاجتماعي عن المفهوم البيولوجي من حيث
الاقتصار على جوانب النضج الجسمي ، كما يختلف عن المفهوم السيكولوجي من
حيث الاقتصار على جوانب النضج النفسي .
ومن هذا المنطلق يرى علماء الاجتماع أن الشباب " مرحلة عمرية تبدأ حينما
يحاول المجتمع إعداد الشخص وتأهيله لكي يحتل مكانة اجتماعية ويؤدي دوراً أو
أدواراً في بنائه وتنتهي حينما يتمكن الشخص من أن يتبوأ مكانته ويؤدي دوره
في السياق الاجتماعي "(4)
عليه نلاحظ ان التعريف الاجتماعي ياخد فى اعتبار الوجود الاجتماعي للشباب
فى المجتمع باعتبارهم جزء لايتجزء من البناء الاجتماعي العام.
خصائص ومميزات الشباب:
فى الوقت الذى نتطرق فيه الى توضيح مفهوم الشباب علينا ان نوضح مايتميز به
الشباب باعتبارهم الشريحة الاكثر اهمية فى المجتمع كالتالي:-
* الشباب طاقة إنسانية تتميز بالحماسة، والجرأة والاستقلالية وازدياد مشاعر القلق، والمثالية المنزهة عن المصالح والروابط.
* يتميز الشباب بالفضول وحب الاستطلاع، فهم محبي السؤال والاستفسار بهدف ا
لإدراك لما يدور من حولهم من قضايا ومواقف على كافة المستويات للإلمام
بأكبر قدر من المعرفة المكتسبة مجتمعياً.
*اتجاههم نحو تأكيد الذات..
* العنفوان الداخلي للشبابفلهذا نراهم لا يقبلون بالضغط والقهر مهما كانت الجهة التي ترأس هذا الضغط عليهم سواء كانت سلطة أو أسرة
* يتميزون بالديناميكية والحيوية والمرونة، المتسمة بالاندفاع والانطلاق
* قدرتهم على الاستجابة للمتغيرات من حولهم وسرعة في الاستيعاب.
*يتميزون بتقبل الجديد المستحدث وتبنيه والدفاع عنه.
عليه يمكننا القول ان هذه السمات تعكس قناعة الشباب ورغبتهم في تغيير
الواقع الذي وجدوا فيه وإن لم يشاركوا في صنعه,وانهم يتميزون بالقدرات مالم
يتميز بها اي شريحة اخرى فى المجتمع فهم اساس التغيير وقوة الدفع بعجلة
التنمية لمجتمعاتهم ادا تم التوجهه الى الاهتمام الفعلي بتحقيق حاجاتهم
وتنمية قدراتهم ومواجهه المشكلات التى تعترضهم.
عليه يتضح لنا ان مرحلة الشباب تعني مرحلة الاعداد السليم بإشباع كافة
الحاجات وتهيئة الفرص التي تحقق له التنشئة الاجتماعية، والقدرة على تحمل
مسؤليات المستقبل فالشباب نرحلة من مراحل العمر تمر بالانسان وتتميز
بالحيوية وهي طاقة متجددة تضفي على المجتمع طابعاً مميزاً وترتبط بالقدرة
على التعلم والمرونة في العلاقات الانسانية وتحمل المسؤلية والشباب طاقة
قومية بما تحويه من قدرات وأفكار وانفعالات منطلقة وتعتبر هذه القدرات
الاجتماعية خلاصة المهارات والخبرات التي يكتسبها ويتشبع بها خلال تجاربه
وعلاقاته بالمجتمع تعتبر هذه الطاقة الانسانية في الشباب خلاصة مجموعة
القدرات الجسمية والعقلية والنفسية التي يولد بها والتي تشكل وتأخذ أشكال
متفاوته بين مرحلة وأخرى من مراحل العمر وتختلف من فرد في ضوء اختلافات هذه
الخبرات والعلاقات الاجتماعية التي تنمو وتتكيف نتيجة ظروف تعليمية
واقتصادية وصحية في المجتمع.
- ماهية رعاية الشباب:
رعاية الشباب مصطلح حديث ولم نستخدمه في بلادنا إلا بعد ثورة الفاتح العظيم
لمااكدت عليه من الاهتمام بشرائح المجتمع المختلفة وتحقيق سبل الرعاية
لهم، ويرى البعض أن رعاية الشباب لا تدعو أن تكون الانشطة المختلفة التي
يمارسها الشباب في وقت فراغه بغرض استغلال هذا الوقت والاستفادة منه في
مزاولة ألوان الانشطة المحببة إلى نفس كل فرد منهم.
ولكن إذا نظرنا إلى مراكز توجيه الشباب ومكاتب الخدمة الاجتماعية فنجد أنها
تراعي الشباب بتبصيره بأجتياجاته وتوجيهه للطريق المناسب لقدراتهم وميولهم
أي أن هذه المراكز والمكاتب لا تعتمد في رعايتها للشباب على الالوان
المختلفة من النشاط الرياضي والثقافي والاجتماعي والفني وغيرها، بل تعتمد
في تحقيق أغراضها على التوجيه والارشاد والاقناع كوسيلة يتفهم بها الشباب
الطريق الذي يناسب إمكانياته ويحقق به رغباته.
واقتصار رعاية الشباب على مفهوم الانشطة التي يمارسها الشباب في وقت فراغه
هو فصل للرعاية التي نالها الفرد في كل من وقت عمله ووقت فراغه، وحيث أننا
نعلم أن الفرد كل لا يتجزأ، وأن كل الخدمة التعليمية والصحية والاجتماعية
والرياضية والثقافية والفنية وغيرها والتي تقدم للفرد في مجال عمله أو
خارجه وفي وقت فراغه، والتي تقوم بها مؤسسات المختلفة تهدف في مجموعها
رعاية شخصية الشباب موحدة، أي أنها عملية متكاملة تخدم نمو الفرد وتكامله.
ومما سبق توضيحه نستخلص بعض المفاهيم الاساسية لرعاية الشباب نوجزها فيما يلي (5):-
أنها نشاط وخدمات تمارس وتقدم للشباب في كل من أوقات الفراغ والعمل.
الرعاية ليست مقصورة علي ميدان أو مؤسسة، فكل ميدن يعيش ويعمل فيه الشباب يجب أن يرعاه.
الرعاية ليست خدمة للشباب بل هي عملية متكاملة تهدف إلى مساعدة الشباب على
النمو العقلي والاجتماعي والجسمي والانفعالي، أي تهدف إلى نمو شخصية الشاب
نمواً متكاملاً.
وذلك يمكن حديد ماهية رعاية الشباب " بأنه خدمات مهنية أو أنشطة منظمة ذات
صبغة وقائية وغنشائية وعلاجية تقدم للشباب وتهدف إلى تنميتهم نمواً
متكاملاً يتناسب مع إمكانياتهم ويحقق رغباتهم ويكون منهم مواطنين صالحين
يسهمون في بناء مجتمعهم وتقدسيه".
- الغرض من رعاية الشباب:
الشاب هو مستقبل وأمل الأمة، وعلى أكتافه تلقى التبعات المستقبل والدولة
حين ترعى الشباب وتوفر له إمكانيات الإعداد السليم ومقوماته، وتهيئ له
أساليب الحياة الكريمة، ومن أغراض رعاية الشباب:-
تؤدي رعاية الذي ينقل الشباب إلى المحافظة على كيان المجتمع وبقاءه
واستمراره فالشاب هو الذي ينقل ثقافة المجتمع ونظمه وأساليب تفكيره وعلومه
وآدابه وفنونه، ولا يحفظ الشباب التراث الاجتماعي والقيم الاجتماعية في
نطاق مجتمعه فحسب بل ينقله للمجتمعات الاخرى.
تؤدي رعاية الشباب إلى تنمية المجتمع وتقدمه، والمجتمع الذي تأمل في الوصول إليه مجتمع الكفاية والعدل.
مماسبق ذكره نلاحظ ان رعاية الشباب تتضمن كل عملية أو مجهود او تأثير يؤثر
في مظاهر حياة الشباب بطريقة إيجابية في عقله، وفي جسمه وفي سلوكه وعاداته،
وفي علاقاته الاجتماعية، وفي حرفته حتى يحقق حياة سوية ناجحة ويكتسب
الخصائص النفسية والخلقية والاجتماعية التي يستلزمها المجتمع.
ومن هذا المفهوم يتضح خصائص مرحلة الشباب ليعد بدوره مجتمعاً وحياة أفضل
لمن بعده فالاعداد الكامل السليم للنشء أساس في تحقيق أهداف المجتمع،
والرعاية الكاملة للشباب في الميادين المختلفة عامل هام في خلق وبناء
المجتمع المتكامل السليم.
وتنشئة الشباب على الاسس القومية السليمة، وتزويده بالمثل والقيم وتدريبه
على ممارستها، وتدعيم صلته بالتجمع الذي يعيش فيه، وإعداده إعداداً كاملاً
يؤهله لا يحمل الامانة عن وعي وإدراك هذه التنشئة هي أولى الواجبات التي
تهتم بها الدولة فإعداد النشئ تعلب دوراً في بناء مجتمعه موضوع جداص خطير،
إذ أن أثاره تنعكس على كيان الامة، واتجاهاته تتوقف على فلسفتها، كما أن
أهداف ونظم ورسائل إعداد النشئ تعلب دوراً رئيساً في السياسة التربوية
التعليمية للدولة فضلاً عن ارتباطها بسياستها الاقتصادية والاجتماعية.
يتبع
مقدم من:أ.زينب ابوزيد ابوبكر-- ليبيا
مقــــدمة
تمثل الخدمة الاجتماعية الجهود والخدمات الانسانية التى تقدم بطرق علمية
منظمة ومعروفة يمارسها اخصائيون اجتماعيون تم اعدادهم اعدادا علميا لتقديم
الخدمات العلاجية والوقائية والإنمائية بما تساعد على مقابلة احتياجات
الإنسان كفرد اولا وعضوا فى الجماعة او المجتمع ثانيا من خلال المؤسسات
الاجتماعية التى تمارس من خلالها مهمة الخدمات الاجتماعية.
فالشباب مرحلة من مراحل العمر تمر بالانسان وتتميز بالحيوية وهى طاقة
متجددة تضفي على المجتمع طابعا مميزا وترتبط بالقدرة على التعلم والمرونة
فى العلاقات الانسانية وتحمل المسئولية والشباب طاقة قومية بماتحوية من
قدرات وافكار وانفعالات منطلقة وتعتبر هده القدرات الاجتماعية خلاصة
المهارات والخبرات التى يكتسبها ويتشبع بها من خلال تجاربه وعلاقاته
بالمجتمع وبالتالي تعتبر هذه الطاقة الانسانية فى الشباب خلاصة مجموعة
القدرات الجسمية والعقلية والنفسية التى يولد بها الطفل وتحتاج إلى صقل
وتهديب بما تتماشى مع متطلبات المجتمع.
فالشباب هم المستقبل وأمل الامة , وعلى اكتافه تلقى التبعات المستقبل
والدولة حيت ترعى الشباب وتوفر له الامكانيات للاعداد السليم ومقوماته وتهي
له اساليب الحياة الكريمة .
وخاصة نحن نعيش مجتمع اجتاحته تيارات التغير السريعة والانفتاح على العالم
الخارجي والغزو الثقافي ففى ظل هده التغيرات والتحولا ت والتحديات المعاصرة
شهدت المجتمعات العربية العديد من الظراهر المرضية والتى تشير الى وجود
ازمة يعانيها هذا المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص وتتجسد مظاهر هذه
الازمة بداية بمظاهر اللامبالاة والاهمال وينتهي بالتطرف والاغتيالات
السياسية ومظاهر العنف المختلفة والارهاب, وفى ظل هذه المشكلات والامراض
الاجتماعية دفعت للوقوف على طبيعةواسباب انتشار مثل هذه الظواهر وخاصة
ظاهرة الارهاب لانها تهدد ا أمن واستقرار المجتمع , حيث ان وعي الشباب
بالاهداف التى يسعى اليها القائمين بالارهاب يعكس بعدين اساسين هما ( بعد
سياسي- بعد اقتصادي)
وهذان البعدان يتسقان مع اسباب وطرق حل الظاهرة ,وبالتالي يكون للخدمة
الاجتماعية دورا فعالات فى تنمية الشعور بالمسئولية لدى الشباب اتجاه
المجتمع والوطن والتصدي للمشكلات الاجتماعية المختلفة , فمكاتب الخدمة
الاجتماعية ليس هدفها الاقتصار على رعاية الشباب وتبصيرهم باحتياجاتهم فحسب
وانما ضرورة توجيه هذه الاحتياجات للطريق المناسب لقدراتهم وميولهم , فهى
ضرورة ان تعتمد على التوجيه والارشاد والاقناع كوسيلة يتفهم بها الشباب
الطريق الدي يناسب امكانياتهم وتحقيق رغباتهم.عليه يكون للخدمة الاجتماعية
دورا فعالا فى نجاح اهدافها للتخلص من المشكلات الاجتماعية والسياسية
المختلفة وخاصة مشكلة الارهاب والعنف والتطرف , وهذا مانحاول توضيحه فى
مثنى البحث .
عليه نحاول فى هذا البحث التطرق الى الابعاد التالية:
اولا:مفهوم الخدمة الاجتماعية
ثانيا: الخدمة الاجتماعية ورعاية الشباب
ثالثا: الاتجاهات النظرية المعاصرة فى دراسة الارهاب
مفهوم الارهاب وانماطه
الارهاب وعلاقته بالمفاهيم الاخرى
- الدوافع النفسية والاجتماعية المسببة للارهاب
اتجاهات الشباب نحو الارهاب
- دور العمليات الاجتماعية فى ضبط السلوك الارهابي
رابعا:دور الخدمة الاجتماعية فى مواجهه مشكلات االارهاب لدى الشباب
خامسا: التوجهات المستقبلية لتعزيز الدور الامنى للخدمة الاجتماعية فى حل المشكلات الاجتماعية المعاصرة( الارهاب ) عند الشباب.
الخاتمــــــة
المصــــادر
التوصـــيات
مفهوم الخدمة الاجتماعية:-
تعددت مفاهيم الخدمة الاجتماعية حيث تمثل الخدمة الجتماعية الجهود والخدمات
الانسانية التى تقدم بطرق علمية معروفة وتمارسها اخصائيون اجتماعيون تم
اعدادهم اعداد مناسبا لتقديم الخدمات الاجتماعيه العلاجية والوقائية
والانمائية .
فقد عرف براي الخدمة الاجتماعية :
انها تلك الجهود المنظمة التى تخصص وتستخدم لمساعدة الافراد والجماعات
ليحصلوا على اشباع كامل لحاجاتهم عن طريق مؤسسات اجتماعية تيسر هذه
العمليات فى حدود مجتمع مستقر"1"
ومن خلال التعريف السابق نلاحظ قد تعددت ادورا الخدمة الاجتماعية فى
المجتمع حيث يمكننا تصنيف ادوار الخدمة الاجتماعية من خلال الاتي:
بالنسبة للفرد:-
تتطلب دراسة الفرد وحاجياته وقدراته وكيفية معاملته مع بيئة والصعوبات التي
تقابله في مجتمع الذي يعيش فيه والوسائل والطرق التي تساعده على التغلب
على هذه الصعوبات ويتطلب رعاية كل فرد أمور ثلاث هي:-
دراسة الحالة تشخيص العلة وعلاجها، وهي عمليات متداخلة يتعذر الفصل بينها عند التطبيق ولدراسة الفرد يجب الالمام بالنواحي التالية:-
تفاصيل هامة عن شخصيته تشمل طفولته وصحته وميوله وهواياته والمشاكل والتجارب التي مر بها في حياته.
بيئة الفرد وعلاقته بأفراد الاسرة وبالافراد والجماعات التي يتصل بها في الدراسة أو في أوقات فراغه.
البيئة الاجتماعية الشاملة وما يسودها من قيم وعادات وعرف وتقاليد.
بالنسبة للجماعة:-
الانسان اجتماعي بطبيعته ولا يمكن أن يعيش منفرداً، وتدفعه ظروف الحياة إلى
التعاون مع غيره من الافراد، وهذا التعاون يبني روابط قوية بين افراد كل
جماعة وهذا يساعد على قيام الجماعات وتدعيم العلاقات بين الافراد والجامعات
بما يتمشي مع رغباتهم وقدراتهم في إطار أهداف المجتمع.
والعمل مع الجماعة يستند إلى فلسفة تقوم على الأسس التالية:-
الايمان بقيمة الفرد وقدرته، وحريته في حدود مصلحة الجماعة.
نموالفرد ومساعدته في كل مراحل حياته يتطلب أن يشترك في حياة ونشاط جماعته،
وعن طريق مساهمته في حياة الجامعة ونشاطها يمكن تغيير اتجاهه وتدريبه على
ممارسة حياة الجماعة.
العمل مع الجماعة جزء من العملية التربوية والتي تؤثر في الافراد لحفظ التراث الحضاري.
لذلك يجب الاهتمام عند العمل مع الجماعة ورعايتها يتوافر شروط أهمها:-
أن نبني العلاقات الاجتماعية بين أفراد الجماعة على أسس اخلاقية تهدف إلى تدعيم االمجتمع.
يجب أن يهدف النشاط إلى تحقيق نمو الفرد وتقدم الجماعة، فنمو الفرد يساعد
على تقدم الجماعة، وتقدم الجماعة يساعد على نموالفرد يساعد على تقدم
الجماعة، وتقدم الجماعة يساعد على النمو الفرد نمواً متزناً.
بالنسبة للمجتمع:-
نعني بذلك كل جهد لمعاونة الجماعات للوصول إلى وحدة الهدف والعمل، وتنسيق
الجهود في إطار خطة موحدة والعمل على تحقيق الاهداف المشتركة، بحيث تسهم كل
جماعة بدور يتناسب مع تخصصها وإمكانتها في تحقيق هذه الاهداف.
ويمكن أن نلخص الفلسفة التي نبني عليها تنظيم المجتمع في انها فلسفة تخمن
بالتطور والتقدم وأن قوة الاستمرار من خصائص المجتمع الانساني، وأن التعاون
بين الناس وسيلة للتقدم والاستمرار من خصائص المجتمع الانساني، وأن
التعاون بين الناس وسيلة للتقدم والاستمرار، وان شعور الناس بانقص في
بيئتهم ومجتمعهم ووعيهم بأسباب هذه النقص بدفعهم لتنظيم جهودهم للتغلب على
هذا النقص وبذلك النشاط الذي يساعد على تقدم المجتمع.
والطرق والوسائل التي تستخدم أهمها:-
تشكيل اللجان المختصة لدراسة مشاكل المجتمع دراسة علمية عميقة لاقتراح وسائل العلاج المناسبة.
إعداد مؤتمرات لمناقشة هذه المشاكل لأتاحة الفرصة الاشتراك اكبر عدد من الاخصائين لرسم الخطة والبرنامج المناسب لكل مشكلة.
إجراء البحوث العلمية والدراسات الاجتماعية الميدانية لوضع خطة عمل سليمة.
استخدام مختلف الوسائل الاعلام لخلق الوعي بين المواطنين ليتعرفوا على مشاكل مجتمعهم ليساهم كل فرد في حلها.
الاجتماعات والندوات والمناظرات.
ثانيا: الخدمة الاجتماعية ورعاية الشباب
- مفهوم الشبــاب
تختلف وجهه النظر العلمية للعلماء فى التوصل الى تعريف محدد للشباب نظرا
لاختلاف وجهات النظر الايدولوجية بين الباحثين عليه:لا يوجد تعريف محدد
للشباب، وهناك صعوبة في إيجاد تحديد واضح لهذا المفهوم، وعدم الاتفاق على
تعريف موحد شامل، يعود لأسباب كثيرة أهمها اختلاف الأهداف المنشودة من وضع
التعريف وتباين المفاهيم، والأفكار العامة التي يقوم عليها التحليل
السيكولوجي والاجتماعي الذي يخدم تلك الأهداف.
لذلك فان مفهوم الشباب يتسع للعديد من الاتجاهات التالية:
*الاتجاه البيولوجي: وهذا الاتجاه يقوم اساس على الحتمية البيولوجية
باعتبارها مرحلة عمريه أو طور من أطوار نمو الإنسان، الذي فيه يكتمل نضجه
العضوي، وكذلك نضجه العقلي والنفسي والذي يبدأ من سن15-25، وهناك من يحددها
من 13-30.
*الاتجاه السيكولوجي: يرى هذا الاتجاه أن الشباب حالة عمريه تخضع لنمو
بيولوجي من جهة ولثقافة المجتمع من جهة أخرى. بدءا من سن البلوغ وانتهاء
بدخول الفرد إلى عالم الراشدين الكبار، حيث تكون قد اكتملت عمليات التطبيع
الاجتماعي. وهذا التعريف يحاول الدمج بين الاشتراطات العمرية والثقافة
المكتسبة من المجتمع .
* الاتجاه الاجتماعي: ينظر هذا الاتجاه للشباب باعتباره حقيقة اجتماعية
وليس ظاهرة بيولوجية فقط، بمعنى أن هناك مجموعة من السمات والخصائص إذا
توافرت في فئة من السكان كانت هذه الفئة شبابا.
هذا وقد راى احمد فؤاد الشربيني ان فترة الشباب هى" تلك الفترة من النمو
والتطور الانساني التى تتسم بسمة خاصة تبرزها وتعطيها صورتها المميزة "
وتنقسم هذه الفترة فى نظرة الى اربع مراحل هى"2":
مرحل المراهقة وهى التى تمتد من 12 -15 سنة
مرحلة اليفاع وهى تمتد من 15-18 سنة
مرحلة الشباب المبكر وهى تمتد من 18-21 سنة
مرحلة الشباب البالغ وهى تمتد من 21-25 سنة
هذا وقد تطرق بعض العلماء الى تصنيف الشباب على أساس المهنة أو العمل ويمكننا توضيحه كالتالي:-
1- فئة الطلاب وتشمل هذه الفئة طلاب الثانوية، والمعاهد المتوسطة، والعليا،
وطلاب الجامعات، وهذه الفئة واسعة بحكم موقعها وامتلاكها الثقافة
والتعليم.
2 - فئة العمال وهذه الفئة تعتبر من الفئات الواسعة في المجتمع، ويمكنها أن
تلعب دورا في حال تنظيم فعلها وتأطيره من خلال النقابات والمؤسسات المهنية
3- فئة الموظفين وهي فئة غير متجانسة من حيث الاهتمامات ومستوى المعيشة ومستوى التعليم.
4 - فئة العاطلين عن العمل غالبيتهم من خريجي الجامعات والعمال، وهذه الفئة
تصنف بأنها الأسوأ من حيث الواقع المعيشي، والاستقرار النفسي وخياراتها،
واهتماماتها بسبب وضعها الاقتصادي غير المستقر.
كما عرفت فئة الشباب " بأنها فتره العمر التي تتميز بالقابلية للنمو يمر
فيها الإنسان بمراحل حيوية تتميز بالقابلية للنمو الذهني ، والنفسي
والاجتماعي والبدني والعاطفي " (3)
هذا ويختلف مفهوم الشباب من المنظور الاجتماعي عن المفهوم البيولوجي من حيث
الاقتصار على جوانب النضج الجسمي ، كما يختلف عن المفهوم السيكولوجي من
حيث الاقتصار على جوانب النضج النفسي .
ومن هذا المنطلق يرى علماء الاجتماع أن الشباب " مرحلة عمرية تبدأ حينما
يحاول المجتمع إعداد الشخص وتأهيله لكي يحتل مكانة اجتماعية ويؤدي دوراً أو
أدواراً في بنائه وتنتهي حينما يتمكن الشخص من أن يتبوأ مكانته ويؤدي دوره
في السياق الاجتماعي "(4)
عليه نلاحظ ان التعريف الاجتماعي ياخد فى اعتبار الوجود الاجتماعي للشباب
فى المجتمع باعتبارهم جزء لايتجزء من البناء الاجتماعي العام.
خصائص ومميزات الشباب:
فى الوقت الذى نتطرق فيه الى توضيح مفهوم الشباب علينا ان نوضح مايتميز به
الشباب باعتبارهم الشريحة الاكثر اهمية فى المجتمع كالتالي:-
* الشباب طاقة إنسانية تتميز بالحماسة، والجرأة والاستقلالية وازدياد مشاعر القلق، والمثالية المنزهة عن المصالح والروابط.
* يتميز الشباب بالفضول وحب الاستطلاع، فهم محبي السؤال والاستفسار بهدف ا
لإدراك لما يدور من حولهم من قضايا ومواقف على كافة المستويات للإلمام
بأكبر قدر من المعرفة المكتسبة مجتمعياً.
*اتجاههم نحو تأكيد الذات..
* العنفوان الداخلي للشبابفلهذا نراهم لا يقبلون بالضغط والقهر مهما كانت الجهة التي ترأس هذا الضغط عليهم سواء كانت سلطة أو أسرة
* يتميزون بالديناميكية والحيوية والمرونة، المتسمة بالاندفاع والانطلاق
* قدرتهم على الاستجابة للمتغيرات من حولهم وسرعة في الاستيعاب.
*يتميزون بتقبل الجديد المستحدث وتبنيه والدفاع عنه.
عليه يمكننا القول ان هذه السمات تعكس قناعة الشباب ورغبتهم في تغيير
الواقع الذي وجدوا فيه وإن لم يشاركوا في صنعه,وانهم يتميزون بالقدرات مالم
يتميز بها اي شريحة اخرى فى المجتمع فهم اساس التغيير وقوة الدفع بعجلة
التنمية لمجتمعاتهم ادا تم التوجهه الى الاهتمام الفعلي بتحقيق حاجاتهم
وتنمية قدراتهم ومواجهه المشكلات التى تعترضهم.
عليه يتضح لنا ان مرحلة الشباب تعني مرحلة الاعداد السليم بإشباع كافة
الحاجات وتهيئة الفرص التي تحقق له التنشئة الاجتماعية، والقدرة على تحمل
مسؤليات المستقبل فالشباب نرحلة من مراحل العمر تمر بالانسان وتتميز
بالحيوية وهي طاقة متجددة تضفي على المجتمع طابعاً مميزاً وترتبط بالقدرة
على التعلم والمرونة في العلاقات الانسانية وتحمل المسؤلية والشباب طاقة
قومية بما تحويه من قدرات وأفكار وانفعالات منطلقة وتعتبر هذه القدرات
الاجتماعية خلاصة المهارات والخبرات التي يكتسبها ويتشبع بها خلال تجاربه
وعلاقاته بالمجتمع تعتبر هذه الطاقة الانسانية في الشباب خلاصة مجموعة
القدرات الجسمية والعقلية والنفسية التي يولد بها والتي تشكل وتأخذ أشكال
متفاوته بين مرحلة وأخرى من مراحل العمر وتختلف من فرد في ضوء اختلافات هذه
الخبرات والعلاقات الاجتماعية التي تنمو وتتكيف نتيجة ظروف تعليمية
واقتصادية وصحية في المجتمع.
- ماهية رعاية الشباب:
رعاية الشباب مصطلح حديث ولم نستخدمه في بلادنا إلا بعد ثورة الفاتح العظيم
لمااكدت عليه من الاهتمام بشرائح المجتمع المختلفة وتحقيق سبل الرعاية
لهم، ويرى البعض أن رعاية الشباب لا تدعو أن تكون الانشطة المختلفة التي
يمارسها الشباب في وقت فراغه بغرض استغلال هذا الوقت والاستفادة منه في
مزاولة ألوان الانشطة المحببة إلى نفس كل فرد منهم.
ولكن إذا نظرنا إلى مراكز توجيه الشباب ومكاتب الخدمة الاجتماعية فنجد أنها
تراعي الشباب بتبصيره بأجتياجاته وتوجيهه للطريق المناسب لقدراتهم وميولهم
أي أن هذه المراكز والمكاتب لا تعتمد في رعايتها للشباب على الالوان
المختلفة من النشاط الرياضي والثقافي والاجتماعي والفني وغيرها، بل تعتمد
في تحقيق أغراضها على التوجيه والارشاد والاقناع كوسيلة يتفهم بها الشباب
الطريق الذي يناسب إمكانياته ويحقق به رغباته.
واقتصار رعاية الشباب على مفهوم الانشطة التي يمارسها الشباب في وقت فراغه
هو فصل للرعاية التي نالها الفرد في كل من وقت عمله ووقت فراغه، وحيث أننا
نعلم أن الفرد كل لا يتجزأ، وأن كل الخدمة التعليمية والصحية والاجتماعية
والرياضية والثقافية والفنية وغيرها والتي تقدم للفرد في مجال عمله أو
خارجه وفي وقت فراغه، والتي تقوم بها مؤسسات المختلفة تهدف في مجموعها
رعاية شخصية الشباب موحدة، أي أنها عملية متكاملة تخدم نمو الفرد وتكامله.
ومما سبق توضيحه نستخلص بعض المفاهيم الاساسية لرعاية الشباب نوجزها فيما يلي (5):-
أنها نشاط وخدمات تمارس وتقدم للشباب في كل من أوقات الفراغ والعمل.
الرعاية ليست مقصورة علي ميدان أو مؤسسة، فكل ميدن يعيش ويعمل فيه الشباب يجب أن يرعاه.
الرعاية ليست خدمة للشباب بل هي عملية متكاملة تهدف إلى مساعدة الشباب على
النمو العقلي والاجتماعي والجسمي والانفعالي، أي تهدف إلى نمو شخصية الشاب
نمواً متكاملاً.
وذلك يمكن حديد ماهية رعاية الشباب " بأنه خدمات مهنية أو أنشطة منظمة ذات
صبغة وقائية وغنشائية وعلاجية تقدم للشباب وتهدف إلى تنميتهم نمواً
متكاملاً يتناسب مع إمكانياتهم ويحقق رغباتهم ويكون منهم مواطنين صالحين
يسهمون في بناء مجتمعهم وتقدسيه".
- الغرض من رعاية الشباب:
الشاب هو مستقبل وأمل الأمة، وعلى أكتافه تلقى التبعات المستقبل والدولة
حين ترعى الشباب وتوفر له إمكانيات الإعداد السليم ومقوماته، وتهيئ له
أساليب الحياة الكريمة، ومن أغراض رعاية الشباب:-
تؤدي رعاية الذي ينقل الشباب إلى المحافظة على كيان المجتمع وبقاءه
واستمراره فالشاب هو الذي ينقل ثقافة المجتمع ونظمه وأساليب تفكيره وعلومه
وآدابه وفنونه، ولا يحفظ الشباب التراث الاجتماعي والقيم الاجتماعية في
نطاق مجتمعه فحسب بل ينقله للمجتمعات الاخرى.
تؤدي رعاية الشباب إلى تنمية المجتمع وتقدمه، والمجتمع الذي تأمل في الوصول إليه مجتمع الكفاية والعدل.
مماسبق ذكره نلاحظ ان رعاية الشباب تتضمن كل عملية أو مجهود او تأثير يؤثر
في مظاهر حياة الشباب بطريقة إيجابية في عقله، وفي جسمه وفي سلوكه وعاداته،
وفي علاقاته الاجتماعية، وفي حرفته حتى يحقق حياة سوية ناجحة ويكتسب
الخصائص النفسية والخلقية والاجتماعية التي يستلزمها المجتمع.
ومن هذا المفهوم يتضح خصائص مرحلة الشباب ليعد بدوره مجتمعاً وحياة أفضل
لمن بعده فالاعداد الكامل السليم للنشء أساس في تحقيق أهداف المجتمع،
والرعاية الكاملة للشباب في الميادين المختلفة عامل هام في خلق وبناء
المجتمع المتكامل السليم.
وتنشئة الشباب على الاسس القومية السليمة، وتزويده بالمثل والقيم وتدريبه
على ممارستها، وتدعيم صلته بالتجمع الذي يعيش فيه، وإعداده إعداداً كاملاً
يؤهله لا يحمل الامانة عن وعي وإدراك هذه التنشئة هي أولى الواجبات التي
تهتم بها الدولة فإعداد النشئ تعلب دوراً في بناء مجتمعه موضوع جداص خطير،
إذ أن أثاره تنعكس على كيان الامة، واتجاهاته تتوقف على فلسفتها، كما أن
أهداف ونظم ورسائل إعداد النشئ تعلب دوراً رئيساً في السياسة التربوية
التعليمية للدولة فضلاً عن ارتباطها بسياستها الاقتصادية والاجتماعية.
يتبع